تم العثور على أدلة جديدة توضح أسباب تعرض الأمهات الأكبر سنا لخطر ولادة أطفال بهم عيوب خلقية مثل متلازمة داون والتى يكون فيها أعداد الكروموسومات غير طبيعية وذلك من خلال الدراسة التى أجراها الباحثون فى كلية ألبرت أينشتاين للطب بجامعة يشيفا
وباستخدام بيانات من أكثر من 4،000 أسرة أظهرت الدراسة أن العملية الطبيعية التي يتم من خلالها تعديل الصبغيات الأبوية قبل أن تنتقل إلى الأطفال تبدو أقل تنظيما في كبار السن من الأمهات.
يركز البحث على الانقسام الاختزالي ( الميوزى ) ، وهو نوع متخصص من انقسام الخلايا البشرية والتى تحتوى على 46 كروموسوم (23 زوجا) وذلك لتشكيل الحيوانات المنوية أو البويضات وهى الخلايا التي تحتوي على 23 كروموسوم . واحد من كل من أزواج الكروموسومات الـ 23. قبل أن تفصل تحدث لها ظاهرة تسمى إعادة التركيب Recombinations أو ظاهرة العبور ( عملية تبادل الجينات ) إعادة التركيب أمر حيوي للتنوع الجيني فى الأنواع "، وضمان أن الحيوانات المنوية أو البويضات سوف يكون إئتلافات جديدة من الصفات الوراثية .
ومع ذلك فإن فشل عملية إعادة التركيب يؤدى الى إدخال بعض الأخطاء مثل عدم توازن الصبغيات (عدد كروموسومات غير طبيعى في البويضات أو الحيوانات المنوية) أو ترتيب الكروموسومات . النتائج المستخلصة من هذه الدراسة تظهر للمرة الأولى أن التباعد بين أحداث إعادة التركيب التي تحدث على نفس الكروموسومات يصبح أقل فائدة عند النساء كبيرة السن .وقال قائد فريق الدراسة آدم أوتون ( دكتوراه، أستاذ مساعد علم الوراثة والأوبئة , الصحة و السكان في اينشتاين ) "لقد كان من المعروف منذ سنوات عديدة أن معدل إعادة التركيب يختلف عبر الجينوم، ولكننا لا نعرف الكثير معدل التغييرات فى إعادة التركيب مع التقدم في السن الوالدين"
وشملت الدراسة أينشتاين البيانات الجينية التي تم جمعها من أكثر من 4،200 أسرة (كل أسرة تضم اثنين على الأقل من الأطفال)، مع التركيز على عمليات إعادة التركيب Recombinations التي مرت من الآباء إلى الأبناء.وقام الباحثون بفحص أكثر من 645،000 أحداث إعادة التركيب.
وأكد الباحثون أن عدد من احداث إعادة التركيب Recombinations تنتقل من الأم إلى الطفل يزيد ذلك مع التقدم في سن الأمهات. وبالإضافة إلى ذلك، اكتشفوا أيضا أنه بالنسبة للأمهات المسنات، تحدث المزيد من الأحداث لاعادة التركيب على مقربة من بعضها البعض. على النقيض من ذلك، لم يلاحظ أي من هذه الآثار المرتبطة بالعمر في الآباء.
وقال "نحن نعرف أن هناك العديد من العمليات الخلوية التي تنظم بإحكام عملية إعادة التركيب ولذا فإن المعدل الأكبر من إعادة التركيب لوحظ في الكروموسومات الناتجة من الأمهات الأكبر سنا , مما يعنى أن هذا التنظيم المحكم يصبح أضعف مع التقدم في السن.
وتضيف الدراسة لدينا في فهم البيولوجيا الأساسية للانقسام الاختزالى ( الميوزى ) ودور عملية إعادة التركيب Recombinations فى تطور الجنس البشري وعلى المدى الطويل، قد تساعدنا على فهم كيف يمكن أن يحدث عدم توازن الصبغيات أو أنواع معينة من الطفرة الجينية من خلال الفشل في عملية إعادة التركيب".
0 التعليقات:
إرسال تعليق