الجمعة، 23 يناير 2015

الاخصاب المساعد أدى الى تحسن صحة الاطفال خلال العشرين سنة الماضية


العقدين الاخيرين شهدا تحسنا مطردا في النتائج الصحية للأطفال الذين ولدوا بعد الاخصاب المساعد (ART)، مع انخفاض فى نسبة الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة وولادة طفل ميت أو الموت خلال السنة الأولى من الحياة.

هذه النتائج توصلت اليها أكبر دراسة حتى الآن أجريت للتحقق من صحة الأطفال الناتجة بعد الاخصاب المساعد ART على مر الزمن؛ وقد تم تحليل بيانات من أكثر من 92000 طفل في الدنمارك وفنلندا والنرويج والسويد .وقد نشرت الدراسة على الانترنت في Human Reproduction وهى واحدة من أبرز مجلات الطب الإنجابى في العالم.

الدكتورة آنا كارينا وزملائها ( من عيادة الخصوبة في جامعة ريجشوسبيتاليت فى كوبنهاجن، بالدنمارك) قامت بتحليل نتائج 62379 طفل مفرد و29758 توأم ولدوا بين عامي 1988 و 2007 في بلدان الشمال الأوروبي الأربعة. وقارنت بينهم وبين مع مجموعة اخرى ( انجاب طبيعى ) مكونة من 362215 طفل مفرد و 122763 توأم ولدوا في نفس البلدان في نفس الفترة.

تقول الدكتورة كارينا "خلال فترة 20 عاما من دراستنا، لاحظنا انخفاضا ملحوظا في خطر التعرض للولادة المبكرة أو المبكرة جدا فى حالات الانجاب عن طريق الاخصاب المساعد ART وكذلك انخفضت نسبة نقصان الوزن ( أقل من 2500 جم أو 1500 جم ) فى الطفل المفرد وانخفضت حالات موت الجنين فى الرحم أو موت الطفل خلال السنة الأولى وذلك فى كل من حالات الطفل المفرد أو التوائم .وكان هناك عدد أقل من حالات الموت فى الرحم او فى السنة الاولى لتوائم الاخصاب المساعد مقارنة بتوائم الانجاب الطبيعى .
وتظهر هذه البيانات أنه إذا كان هناك اتجاه لنقل جنين واحد فقط لكل دورة من دورات الاخصاب المساعد فهذا ليس فقط يقلل من معدلات الحمل المتعدد، ولكن لديه أيضا تأثير مهم على صحة الطفل المفرد" فقد قالت الدكتورة كارينا "نقل عدة أجنة في دورة واحدة، حتى لو كان لاينتج إلا طفلا واحدا، لا يزال له تأثير سلبي على النتائج الوليدية الشاملة لهذا الطفل. من خلال نقل جنين فقط ، يمكنك تجنب ليس فقط الولادة المتعددة وجميع المشاكل الصحية للأطفال والأمهات المرتبطة بهذا ، لكنه يؤثرأيضا في صحة الطفل المفرد لأن هناك احتمالات أقل لتلاشى التوائم أو إجراءات للحد من عدد الأجنة النامية بعد انغراس الأجنة في رحم الأم ".

وقالت أن هناك عوامل أخرى ساهمت أيضا في تحسين صحة أطفال الاخصاب المساعد على مدى السنوات ال 20 الماضية. "لقد تحسنت كل من المهارات التقنية في المختبر والمهارات الاكلينيكية للأطباء وأيضا تنفيذ أكثر اعتدالا لتنشيط المبيض. وبالإضافة إلى ذلك، تحسنت جودة الوسائل المستخدمة فى المختبر وكذلك الأدوية الهرمونية المستخدمة لمساعدة النساء على إنتاج عدد كاف من البويضات عالية الجودة في الوقت المناسب ".

من عام 1989 الى 2002 ظلت نسبة التوائم فى الاخصاب المساعد في البلدان الأربعة مستقرة عند حوالي 23٪، لكنه بدأ في الانخفاض بعد ذلك، وبحلول عام 2007 كان 11.6٪ فقط بشكل عام. 

وقد انعكس هذا الانخفاض في النتائج الصحية للأطفال الناتجة عن الاخصاب المساعد انخفض معدل الاطفال الخدج (الأطفال الذين يولدون قبل 37 أسبوعا من الحمل) للطفل المفرد والتوائم من 27.9٪ في الفترة 1988-1992 إلى 12.8٪ في الفترة 2003-2007 في السويد، وانخفضت النسبة من رقم مماثل في الدنمارك وفنلندا والنرويج إلى 21.1٪، 17.8٪ و 21٪ على التوالي في الفترة 2003-2007. 

في الفترة 1988- 1992 كان معدل المواليد الخدج للطفل المفرد الناتج عن الاخصاب المساعد 13٪ و 5.5٪ للأطفال الناتجة عن الانجاب الطبيعى . وللأطفال الخدج جدا(أولئك الذين ولدوا قبل 32 أسبوعا) للطفل المفرد كانت المعدلات 3٪ وأقل من 1٪ على التوالي. ومع ذلك، من خلال 2003 - 2007، فإن هذه الأرقام قد تحسنت الى 8٪ للخدج اخصاب مساعد مقارنة مع 5٪ للخدج انجاب طبيعى ، و 1.5٪ مقابل أقل من 1٪ للخدج جدا .
وللتوائم الخدج والخدج جدا لأطفال الاخصاب المساعد وتحسنت المعدلات من 50٪ للاخصاب المساعد مقابل 42٪ للانجاب الطبيعى وذلك للتوائم الخدج , و 8.5٪ مقابل 7٪ للتوائم خدج جدا في الفترة 1988-1992، إلى 47٪ مقابل 44٪ للتوائم الخدج و 8.6٪ مقابل 8٪ للتوائم الخدج جدا في الفترة 2003-2007. 

معدلات SGA للطفل المفرد الناتج عن الاخصاب المساعد ( الاطفال الذين هم أصغر فى الحجم من الطبيعى بالنسبة لعمر الحمل ) أكثر من النصف بين عامى 1988-1992 وفى 2003-2007 تراجع من 7.6٪ إلى 3.2٪، في حين انخفضت معدلات المواليد SGA بين التوائم من 17٪ إلى 14٪.

انخفض معدل المواليد الموتى من 0.6٪ إلى 0.3٪ خلال نفس الفترة، وانخفض الوفيات خلال السنة الأولى من 1٪ إلى 0.3٪ للطفل المفرد اخصاب مساعد , بينما ظل معدل المواليد الموتى نفسه طيلة هذه الفترة بالكامل في حوالي 0.3٪ للطفل المفرد انجاب طبيعى في حين انخفضت الوفيات من 0.5٪ إلى 0.2٪.

بين التوائم من الاخصاب المساعد انخفض معدل موت الجنين داخل الرحم من 1٪ إلى 0.5٪ والوفيات من 2.6٪ إلى 1.2٪. و بين التوائم من الانجاب الطبيعى ظل معدل موت الجنين داخل الرحم أقل من 1٪ خلال الفترة كلها، في حين انخفضت الوفيات من 2.4٪ إلى 1.5٪.

"تظهر هذه النتائج بشكل مقنع أنه في الوقت الذي كانت هناك زيادة كبيرة في دورات المساعدة على الإنجاب على مدى السنوات ال 20 الماضية، وهذا قد رافقه تحسن كبير في النتائج الصحية لهؤلاء الأطفال، وخاصة للأطفال المفردة ، والسبب الأكثر أهمية هو الانخفاض الكبير في الولادات المتعددة وذلك بسبب سياسات اختيارنقل جنين واحد فقط في كل مرة " 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More