كشفت دراسة جديدة عن أمل جديد فى الوقاية من مرض السكرى وعلاجه فيقول الباحثون أن تحليل الجينوم والايبى جينوم لكل من الافراد النحيفة والسمينة فى الفئران والبشر يقدم ثروة هائلة من الأدلة حول دور الجينات والبيئة فى الاصابة بمرض السكرى وهو ما يوفر طريقاً جديداً فى العلاج والوقاية من هذا المرض الذى يؤثر على مئات الملايين فى جميع أنحاء العالم.
تكشف النتائج عن أن التغيرات الناتجة عن السمنة والايبى جينوم ( Epigenomes : العلامات الكيميائية على الحمض النووى DNA والتى تتحكم فى الجين بحيث يعمل أو يتوقف عن العمل ) متشابهة فى كل من الفئران والبشر وهو ما يوفر طريقا جديدا فى العلاج والوقاية من مرض السكرى .
يقول أندرو فاينبرج ( Andrew Feinberg : باحث ومدير مركز Epigenetics فى معهد العلوم الطبية الحيوية فى جامعة Hopkins ) :
من المعلوم أن الأمراض الأكثر شيوعاً مثل مرض السكرى تحدث نتيجة لمزيج من العوامل الوراثية والبيئية ولكن ما لم نستطيع القيام به هو معرفة كيف يرتبط الاثنين معاً , وهذه الدراسة تأخذنا خطوة فى هذا الاتجاه )
تساءل فاينبرج عما اذا كان علم Epigenetics قد يفسر جزئياً سبب ارتفاع نسبة الاصابة بمرض السكرى من النوع الثانى فى جميع أنحاء العالم , وكذلك دور السمنة اتى تمثل عامل خطير لهذا المرض .
لذلك تعاونت مجموعة باحثين فاينبرج , مع مجموعة أخرى بقيادة ( William Wong دكتوراه واستاذ فى علم وظائف الاعضاء فى مركز الأيض والسمنة بجامعة Johns Hopkins ) لدراسة التعديلات الجينية لفئران تتغذى بطريقة عادية وأخرى تخضع لنظام غذائى دو سعرات حرارية عالية .
بتحليل العلامات الكيميائية فى أكثر من 7 مليون موضع فى DNA للخلايا الدهنية للفئران وجد الباحثون اختلافات واضحة بين الفئران العادية والفئران البدينة , بعض المواقع التى تحمل علامات كيميائية تسمى مجموعات الميثيل فى الفئران العادية كانت هذه العلامات مفقودة فى الفئران البدينة والعكس بالعكس , مجموعات الميثيل تمنع الجينات من صنع البروتين .
قام فاينبرج وفريقه ( فى معهد Karolinska بالسويد ) باختبار ما اذا نفس الشىء الذى يحدث مع الفئران النحيفة والبدينة يحدث مع البشر أيضاً وكانت دهشتهم كبيرة عندما توصلوا الى أن ذلك يحدث فعلاً .
يقول فاينبرج أن الفئران والبشر يفصل بينهما 50 مليون سنة من التطور لذلك فمن المثير للاهتمام أن السمنة تسبب تغيرات جينية متشابهة لجينات مماثله فى كل منهما .
فمن المرجح أنه عندما يكون الغذاء محتوياً على سعرات حرارية عالية فان هذه التعديلات الجينية تساعد أجسامنا على التكيف مع هذه الزيادة فى السعرات الحرارية , ولكن اذا استمر النظام الغذائى ذو السعرات الحرارية العالية على المدى الطويل فان نفس التعديلات الجينية تكون مصدر الخطر فى الاصابة بالمرض .
أيضاً وجد الباحثون أن بعض التغيرات الجينية المرتبطة بالسمنة تؤثر على الجينات المعروفة بانها مرتبطة بالاصابة بمرض السكرى , كما تؤثر على الجينات التى لم ترتبط بشكل قاطع بهذا المرض ولكنها لها أداور فى عملية التمثيل الغذائى .
يقول William Wong : أنه فى مزيد من الاختبارات أظهرنا أن بعضاًعلى الاقل من هذه الجينات تنظم عمل الانسولين فى امتصاص السكر وهذا يوفر نظره ثاقبة لطرق جديدة محتملة لعلاج مرض السكرى من النوع الثانى بالاضافة الى توفير طرق جديدة لتطوير الادوية .
ان النتائج تقترح تجارب جينية يمكن من خلالها التعرف على الأشخاص المعرضين للصابة بمرض السكرى مبكرا وهو ما يعطى مزيد من الأمل فى الوقاية من هذا المرض .
0 التعليقات:
إرسال تعليق